المصدر الكلمة الشرح
التراث الشعبى صناعة الحصير يصنع الحصير بثلاث طرق: الأولى الطريقة المنسوجة Woven Work، ويستخدم فيها السمار. والثانية الطريقة المضفورة Plaited Work، ويستخدم فيها خوض النخيل (البلح أو الدوم)، والطريقة الثالثة هى الطريقة الملفوفة Coild Work، وتعتمد صناعتها على حشائش الحلفا وخوص النخيل. وصناعة الحصير لها تاريخ طويل فى مصر والدول العربية، وهى صناعة شعبية منذ عرفت. وتتوفر خاماتها فى معظم مناطق العالم. وقد برع الحرفيون المصريون فى صناعة أنواع من الحصير كان يصدر بعضه إلى الخارج. والحصير يعد من أهم متاع البيت الشعبى، بحيث لا يمكن الاستغناء عنه. ويدخل الحصير فى صناعة بعض المقاعد، والأسرة المعروفة بـ"العنجريب"، الذى كان يستخدم منذ أقدم العصور ومازال يستخدم فى صعيد مصر والسودان وفى الجزيرة العربية. وصناعة الحصير المنسوج تمارس فى مصر بخامة السمار على نول أفقى بنفس الأسلوب الذى كان يصنع به الحصير فى العصور الفرعونية. ويلحق بالنول ما يعرف بـ"المشط" أو "المضرب"، وبه ثقوب تمر منها خيوط السدى، والمشط يعمل على ضم عيدان السمار مع استمرار تقدم عملية النسيج- إلى جانب المحافظة على المسافات التى بين الخيوط. ويستخدم هذا النول بشكل شائع جداً فى مصر وفلسطين والسودان وبلدان المغرب العربى. وعرف العرب أنوالاً من الحصير كان كل منها يسمى تبعاً لخامة تشغيله. فالحصير المضفور من خوص نخيل البلح كان يسمى "الفحل" ، والحصير المضفور من خوص نخيل الدوم كان يقال له "الطّليل"، بينما كان حصير البوص يدعى "البادية". ويعرف النول الأفقى عند أرباب الحرفة "بالعدة"، والعارضة التى يبدأ عندها: "السَّلاَّل"، بينما تعرف العارضة التى ينتهى العمل عندها "بالقَطّاع". ويصل ارتفاع كليهما عن الأرض نحو 25سم، وتثبت العارضتان فى أوتاد تغرس فى الأرض. ويسمى الحبل المستخدم فى رباط العارضة مع الوتد "مِتْلات". ويستخدم مع النول ما يعرف "بالكرسى"، وهو لوح من الخشب له قاعدتان يوضع أسفل خيوط السدى لجلوس الحرفى عليه أثناء العمل، حيث ينقله من مكانه كلما تقدم العمل فى الحصير. والطرف الذى يبدأ منه الحرفى صناعة الحصيرة يُعرف "بالبَدْوْ"، أما الطرف الآخر فيدعى "الوش أو الوجه". ويطلق على الخطوط المصفوفة نتيجة رص السمار على السَدى "ضلوع"، وكلما ضاقت الضلوع وتجاورت كانت الحصيرة أكثر متانة لأن خيوط السدى تكون متقاربة، وهو ما يعرف بالحصير السّد. وبعد عملية "لحم السمار" على النول، تعرض الحصيرة للشمس ليتم تجفيفها، ومن ثم يعاد ضم السمار بالأيدى، وتسمى هذا العملية "التلزيز أو المداخلة"، بعد ذلك تعقد أطراف خيوط السدى بصفة نهائية. ومن المعلوم أن عيدان اللحمة لا تنتهى عند آمدة الحصيرة أى "البرسل"، بل إن الحرفى يعيدها إلى السداة الداخلية مرة أخرى ويواريها بحيث لا تظهر، وتصبح الآمدة بعد ذلك أكثر سمكاً عن باقى أجزاء الحصيرة، مما يساعد على قوة احتمالها وعدم تآكلها. وعند وجود لحمات ملونة، تترك عند نهاية الآمدة وتقص بعد الانتهاء من لحم الحصيرة حفاظاً على أشكال الزخارف الملونة. ويصنف الحصير المنسوج تبعاً لنظام العمل باللحمة، فإذا كانت خيوط السدى متقاربة جداً فهو الحصير السَّد، وإذا ترك الحرفى بين كل سداتين ثقباً فى المضرب دون تسدية عرف بـ"حصير عيون". أما حصير "الطّور" فيقوم على ترك ثقب فى المضرب دون تسدية بين كل أربع سدايات. ومن الحصير ما يسمى "جُوارْ" عندما يكون نظام اللحم 2/2، أى فوق سداتين وتحت سداتين. وهناك الحصير المبردى أو "الدَّالّة" الذى تظهر على سطحة خطوط مائلة، أما الحصير "المقشور"، فهو نوع رقيق من الحصير يشق فى السمار إلى ثلاث أو أربع شرائح. والحصير "التجارى" هو الخفيف نتيجة عدم ضغط اللحمات، ويقابله الحصير "العمولة" الذى تتقارب فيه خيوط اللحمة. وهناك أسماء كثيرة تطلق على تصميمات الحصير منها: "دقى شمع"، "أبوطيرة"، "المعقرب"، "رسم الفرعون"، "القلب الخالى"، "القرقومى"، "المنجور"، "داير كشمير"، "داير هندى"، "فيومى"، "شينى"، "رسم السرايا". وكلها أسماء اصطلاحية تعرف عند أرباب الحرفة. ولا يضع الحرفى تصميماً أمامه لينقل منه، بل يكون على مقدرة كبيرة فى حفظ التصميمات الموروثة عن أجداده يؤديها مباشرة. أما الحصير بالطريقة الملفوفة أو المضفورة، فقد قلت صناعتها وتستخدم هذه الطرق لصناعة السلال. وتنتشر الصناعة بهاتين الطريقتين فى الواحات وسيناء والنوبة وغيرها، وذلك لسد الاحتياجات المحلية وتكاد تكون فى حدود العائلة. أما الحصير المنسوج فقد ظل ينمو باستمرار طوال تاريخه الطويل. ويطلق على صناع الحصير وبائعى الحصير "حصرية"، وكان فى الأصل الصانع هو البائع. ويطلق على الصبى الصغير فى الورشة "المناول"، ثم يأخذ الصبى مكانه "على الشمال" بجوار معلمه، وهو يوضح تقدم المناول إلى مساعدة الحرفى فى الصناعة، ويسمى حينئذ "الشَّمّال"، ثم ينقل إلى يمين المعلم فى الوقت الذى يأخذ فيه صبى آخر مكانه على الشمال. (سليمان محمود)