“الأسواق الشعبية”.. كتاب يوثق مظاهر الحياة في مصر
“الأسواق الشعبية”.. كتاب يوثق مظاهر الحياة في مصر
ولاد البلد - بتاريخ 17/09/2016 - قسم ثقافة وتراث - صفحة - بقلم أحمد سعد
مظاهر الحياة في مصر
سبتمبر 17, 2016
5:04 م
كتب - أحمد
سعد
“الأسواق
الشعبية المصرية” هو كتاب مصور يوثق أحد مظاهر الحياة الشعبية المصرية، أشرف على
تحريره نوال المسيري، بالتعاون بين الأرشيف المصرى للحياة والمأثورات الشعبية وبين
الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية، وهو كتاب محرر باللغتين العربية والإنجليزية.
والسوق هو المكان الذى تعرض فيه
السلع للبيع والشراء، وفي مصر ارتبط على مدار السنين بعامة الناس وقلة تردد الصفوة
عليه سواء في الريف أو الحضر، ويقام عادة في أماكن عشوائية دون سند قانوني، وهناك
مواقع تحددها الدولة لاستخدامها كسوق.
الأسواق التقليدية تنمو تدريجيا
بواسطة قليل من البائعين، يتجمعون بغير تخطيط مسبق وينضم إليهم آخرون، فليست مجرد
مكان يقصد للبيع والشراء، لكن يتضمن علاقات وسلوكيات تتأثر بثقافة المجتمع.
الأسواق التقليدية الريفية تعقد
عادة مرة كل أسبوع في يوم محدد ومكان معروف، فاليوم يبدأ مع الفجر وينتهي عند
الغروب، وهو مرتبط بتجارة المواشي، ومنتجات السوق التي يتم تداولها مباشرة من
المنتج إلى المستهلك ولا تخضع لرقابة الحكومة، والمنتجات الزراعية المتاحة هى
الخضراوات والفاكهة من إنتاج ملكيات زراعية صغيرة، أما الاستثمار الصناعي الكبير
فإما يصدر أو يباع في سوق الجملة.
الكتاب لا يتعرض لنظم الإنتاج
والتوزيع، لكن يستخدم الصور ليعرض من في السوق وسلوكهم وعلاقاتهم مع بعضهم بعضًا،
كما يعتمد على بعض ما سجل عن الأسواق المصرية التقليدية فى الأرشيف القومي
للمأثورات الشعبية.
يتضمن الكتاب عرض: الأسواق
العامة- الأسواق المتخصصة- الأسواق الفردية- أنماط السلوك.
الأسواق العامة
تتسم بتنوع البضائع ما بين
خضراوات وفاكهة ودواجن ولحوم ومنتجات ألبان وغيرها، وآليات وأساليب العرض بسيطة
وتحتاج لبذل مجهود لجذب الزبائن، وما يعرض لا يشترط أن يكون من إنتاج نفس المكان،
ومن الممكن أن يعرض البائع منتجاته فى أكثر من سوق لقرى ومناطق مجاورة، وقد يسافر
المشترون لشراء احتياجتهم من أماكن أخرى كالمدينة.
تقام بعض الأسواق الشعبية داخل
منطقة مسورة لدفع رسوم الدخول، ومن لا يدفع الرسوم من البائعين يشغلون مواقع خارج
السور.
الخضراوات: أهم العناصر المتوفرة فى الأسواق، وعادة تكون طازجة، ولا يوجد فرق
بين أسلوب العرض في الريف والحضر، فالنساء تفترشن الأرض والرجال تتنوع اساليبهم من
استخدام طولات ودواب وعربات كارو، ويعرض الكتاب صورًا توضح ذلك وتوضح استخدام
أقفاص الجريد كحوامل للمنشآت والحاويات للخضراوات.
الفاكهة: ليست من المتطلبات الغذائية
اليومية، وعادة يشتريها رب الأسرة بشكل غير دوري وفى المناسبات
الدواجن: تربى الدواجن فى البيوت للاستهلاك
المنزلي، وتربى أيضا للبيع في الأسواق.
اللحوم: من النادر أن تباع اللحوم فى الأسواق العامة فهى تباع فى محلات
الجزارة.
عيش تقليدي: الخبز هو المكون
الرئيسي لوجبات المصريين، وتتعدد أصنافه وأشكاله من منطقة لأخرى، ويعد فى الريف
داخل المنازل، ما عدا الخبز البلدي المدعوم له أفرانه وأكشاك مخصصة له.
منتجات الألبان والبيض
يُستغل اللبن فور الحصول عليه ويندر بيعه في الأسواق، لكن تباع
منتجاته مثل الزبدة والجبن القريش.
العطار: يقدم الوصفات والأعشاب ويتاجر في التوابل والبخور.
العلاف: بائع متخصص فى الحبوب والبقوليت والدشيشة (ذرة مجروشة)
والكسب (بقايا عصر بذرة القطن) والردة والسرس.
المنسوجات والملابس: أقمشة التنجيد والملابس والستائر (الصديري والطاقية من رموز الملابس
الريفية للرجال.
الأدوات المنزلية والأثاث هي
المناخل وأواني الطهي والغسيل والقلل والطبلية.
منتجات النخيل: الجريد يصنع منه
كراسٍ ومناضد وأقفاص وأسبته، ومن الخوص تصنع السلال والقفف والمقاطف، ومن العراجين
المقشات، ومن ليفها الحبال.
الفخار: القلل وعاء لشرب الماء
ومازالت منشرة للاعتقاد بأنها أكثر صحة، والزلعة وعاء كبير يستخدم في نقل المياه
وتخزين الجبن المش والمخللات، والبرام يعد من أفضل أواني الطهي
أدوات الزراعة والبناء: تصنع أغلب
تلك الأدوات يدويا فى مناطق السوق ويتوفر حرفيون لإصلاح تلك الأدوات.
الأسواق المتخصصة
الاسواق المتخصصة ظاهرة تاريخية
مصرية، خاصة فى الحضر، فمازالت الأحياء القديمة فى القاهرة تحمل اسماء السلع مثل
حارة السكرية (من السكر)، النحاسين (النحاس ومنتجاته)، والتمبكشية (التبغ).
وفى الوقت الحالى تشتهر كثير من الأسواق
المتخصصة بسلعة واحدة، مثل سوق الجمال والحمام والأشياء المستعملة.
سوق الماشية
يوجد به أعداد وفيرة من الأبقار التي تربى لبيعها والاستفادة من
لحومها، ويقل فيه بيع الجاموس للاعتماد عليه في الألبان وأعمال الحقل، وتنتشر
الفصال والمساومة في المعاملات التجارية بالسوق، وتباع بعض الحمير فى اسواق
الماشية.
سوق الحمام: يباع فيه مختلف أنواع الدواجن و حمام الغية الذى يربى فى ابراج
الحمام وفوق الاسطح.
أسواق الموالد: تقام خلال الاحتفال بموالد الأولياء والقديسين وينتشر فيه حلوى
المولد والبخور والمسابح والشموع، وتقام اسواق ايام الجمع جوار المساجد اثناء
الصلاة وبعدها، وتتشابه أسواق الموالد الاسلامية والمسيحية فيما عدا الرموز
الدينية.
سوق الجمعة: ينعقد في منطقة السيدة عائشة وهو من أكبر الأسواق التي تعرض السلع
المستعملة وكان يمتد من السيدة عائشة حتى حي التونسي وحرق عام 2010.
وفيه كانت تعرض السلع في الشارع
وتحت الكوبر وفوق قضبان السكك الحديدية غير المستخدمة، ويقصده الجمهور للحصول على
السلع بأسعار أقل والبحث عن الانتيكات والتحف القديمة، وبيع الحيوانات الأليفة.
الأسواق الفردية
يستخدم البائع مكان بشكل منتظم،
قد يكون مكان عام أو أملاك حكومية، ويستخدم البائع عربة صغيرة مثل عربات الفول
المدمس الوجبة التقليدية الرئيسية، وعربات البطاطا والذرة المشوي والفول السوداني
والترمس، وتنتشر بالقرب من المدارس والحدائق العامة.
من أنماط السلوك
تتسم عمليات البيع والشراء في
الأسواق الشعبية، خاصة في القرى، أنها ودية، فيعرف البائعون المشترين بأسمائهم ،
بعكس الاسواق الحضرية الذي يتسم بالخشونة.
المكاييل والموازيين: توخي الدقة وانضباط الموازيين والمقاييس هو أحد القيم التنظيمية
المهمة فالبائع (ميزانه هو رأس ماله)، ويستخدم الكيلة لوزن الحبوب، وهي حاوية
تستخدم مقياسا لكيلة ونصف كيلة وربع كيلة.
كما يستخدم المتر الخشبي لقياس
الأقمشة ويضيف البائع بضع سنتيمرات لإرضاء زبائنه، أما الموازين المدموغة، فمنها
ميزان الكف وهو من أقدم أنواع الموازيين والميزان الأفرنجى وهو حديث نسبيا وميزان
الطبلية للأشياء كبيرة الحجم.
انتقاء البضائع: يعرض الكتاب صور لانتقاء المشترين
السلع من بين المعروضات، فيختارون حبات الجوافة الجيدة، وينتقون من البرتقال
مواصفات معينة مثلا أن تكون البرتقالة متوسطة الحجم وناعمة الملمس ولا تنتشر
بقشرتها الثغور، واستبعاد الحبات المعطوبة أو غير الجيدة.
أسلوب الشيل: يحمل الرجال الأحمال الثقيلة على
ظهورهم أو فوق أكتافهم، فيما عدا الخبز يحمله موزعو الخبز في طاولات مستطيلة فوق
رؤسهم، وتحمل النساء اشيائهن فوق حواية (قماشة ملفوفه على دائرة سميكة مفرغة) على
رؤسهن، وهي تساعد في تخفيف الضغط على الرأس وحفظ التوازن وترك اليدين لاستخدامها
في الانتقاء والإمساك باطفالهم.
ويشترك كبار السن والأطفال فى
السوق من خلال عمليات البيع والنساء تزداد نسبتهم في هذه المرحلة العمرية، ويساعد
الأطفال ذويهم فى حمل وترتيب بضائعهم وفي عمليات البيع أحيانا.
كما تُقدم خدمات للمترددين على
الأسواق كتقديم المأكولات والمشروبات وخدمات مثل الحلاقة وقرءاة الطالع وبيع
الجرائد.
http://tempuri.org/tempuri.html