د. أسعد نديم:
توثيق المأثورات يحفظ الذاكرة الشعبيَّة
د. أسعد نديم:
توثيق المأثورات يحفظ الذاكرة الشعبيَّة
جريدة الجريدة - بتاريخ 18/04/2010 - قسم ثقافات - صفحة - بقلم أسمهان أبو الإسعاد
يعمل الدكتور أسعد نديم، أستاذ الفولكلور والمأثورات الشعبية وخبير ترميم الآثار، على إتمام المراحل الأولى في مشروع {توثيق وتنمية المأثورات الشعبية} أي الفولكلور الذي اضطلع به منذ كان يحضّر الدكتوراه في الولايات المتحدة الأميركية، في محاولة منه لحفظ الذاكرة الشعبية من النسيان والزوال.
حول المشروع وأهدافه كان الحوار التالي معه.
كيف انبثقت فكرة مشروع {توثيق وتنمية المأثورات الشعبية} الذي تعمل عليه راهناً؟
في سبعينات القرن الماضي، وفي أثناء تحضير الدكتوراه في جامعة إنديانا في أميركا، اشتغلت في أرشيف الفولكلور. هكذا نمت لدي فكرة أرشيف المأثورات الشعبية، ثم عرضت المشروع على الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية برئاسة عبد اللطيف الحمد، فوافق على تمويله وقدم لي منحة لتنفيذه.
ما أسباب الموافقة على تمويل المشروع؟
مثلت الصندوق في مشروع توثيق وترميم بيت السحيمي في الجمالية في القاهرة الذي موّله.
ما الجهات الأخرى المساهمة فيه؟
الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية برئاسة د. أحمد مرسي هي التي تدير المشروع وتدرّب العاملين فيه، وخصصت وزارة الثقافة جزءاً من بيت الخرازاتي ليكون مقراً رئيساً لنا.
هل ثمة خطة زمنية له؟
يستغرق المشروع حوالى سبع سنوات تتم خلالها أرشفة المأثورات الشعبية في محافظات مصر كافة، من خلال إرسال باحثين ميدانيين خضعوا لدورات تدريبية لجمع المادة الفولكورية من الأشخاص في الأقاليم المختلفة الذين يحفظون في ذاكرتهم وفي قلبهم المأثورات الشعبية والتراث.
ما الهدف منه؟
الحفاظ على قيمة المأثورات الشعبية وجمع أكبر قدر منها، لذا سنحوّل المشروع إلى مؤسسة لا تقوم على فرد أو اثنين إذا اختفيا أو انتهى التمويل ينتهي المشروع ويندثر.
ما أبرز أقسامه؟
الأدب الشفاهي (حواديت، أمثال شعبية، سير، حكايات)، الثقافة المادية (فنون، حرف، عمارة، أزياء، أطعمة)، الموسيقى الشعبية، العادات والتقاليد، المعتقدات الشعبية، الألعاب الشعبية، التاريخ الشفهي الذي نستقيه من أفواه الناس بغض النظر عن الحادثة أو التوثيق، المعرفة الشعبية وهي معلومات الناس عن موضوع معين.
كيف تقيّمون المادة التي تجمعونها من الناس؟
في المقرّ في بيت الخرازاتي، لدينا 15 أستاذاً يتخصص كل منهم في أحد فروع الفولكلور، هؤلاء يراجعون المادة ويصنفون المادة المجموعة ويعطونها درجات من امتياز إلى ضعيف وفق جودتها، ويجتمعون مع الباحثين الميدانيين لتبادل الرأي والخبرات وإعطاء التوجيهات لهم.
ما أوجه الاستفادة من المأثورات الشعبية؟
الحياة الشعبية هي الحديث والمتوارث، الحدّ الفاصل بين الحديث والتقليدي في أوروبا هي الثورة الصناعية، وفي بلاد الخليج البترول وفي مصر بدء حركة التحديث على يد محمد علي، أي أن كل ما كان سائداً في مصر حتى نهاية القرن الثامن عشر هو المجتمع التقليدي، ونحن نحاول دراسة ما تبقى منه على ألسنة الناس وتوثيقه.
ثمة أمور موجودة في معتقداتنا وطقوسنا ومتغلغلة في عمقنا منذ التاريخ القديم وتعبر عن هويتنا، لذا يهمنا أن نحافظ عليها من الضياع والاندثار.
إلى جانب المعلومات، هل يضمّ المشروع عناصر أخرى؟
بالطبع، نعمل على جمع أرشيف من تسجيلات صوتية ومصورة وصور فوتوغرافية سيكون في خدمة الباحثين في المجالات كافة، لأنه يسهل الحصول على المعلومات.
ماذا تعني بعبارة {تنمية المأثورات}؟
وضع هذه المأثورات في إطار يصلح للناس والحياة في القرن الحادي والعشرين. مثلاً، فن الأرابيسك طراز إسلامي، قد أصنع كرسياً حديثاً بعجلات متحركة وأغلفة بالجلد وأزيّن جوانبه برسوم مطعمة بالأرابيسك، كذلك الأمر بالنسبة إلى قطع أخرى على غرار المكتب أو الباب، بهذه الطريقة أكون مزجت بين القديم والحديث ورفعت من ذوق الناس الجمالي وجعلته صالحاً للاستخدام اليومي، وما ينطبق على الأرابيسك ينطبق على غيره من حرف وصناعات آخذة في الانقراض مثل حياكة النسيج والسجاد اليدوي وغيرهما.
لكن قد ترتفع أسعار هذه المنتجات ولن يستطيع الناس في غالبيتهم شراءها.
يتمتع كثر بذوق فني وجمالي وقدرة على شراء مثل هذه المصنوعات ذات القيمة الفنية، بدل شراء أثاث على الطراز الأميركي وغيره من الطرز التي تقتحم حياتنا.
ما هي الحرف التي ساعد الأرشيف على تنميتها؟
فن {التلي- التولي}، أي وضع زخارف فضية على القماش المخرم. انتشرت هذه الحرفة في صعيد مصر، واستطعنا إقناع الفتيات بصناعة فستان من {التلي} بدل الطرحة وإقناع شركة {ماري لوي} لتتبنى المشروع وتفتح أبواب التصدير أمام هذه الصناعة. وفعلاً تعمل اليوم أكثر من 500 فتاة في قرية {جزيرة شندويل} في صناعة التلي.
ما أهم العقبات التي تواجه المشروع؟
التمويل، نحتاج إلى تمويل إضافي لاستكمال السنوات الباقية من خطة المشروع.
لماذا لا تقدم طلباً إلى {اليونيسكو} لتساعد في التمويل؟
لا تأخذ {اليونيسكو} على عاتقها مثل هذه المشاريع، لأن الأجانب لن يموّلوا مشروعاً لجمع مأثوراتنا الشعبية.
ماذا عن أبرز إصدارات المشروع؟
أصدر المشروع كتباً عن السيرة الهلالية والموالد في مصر.
http://aljareeda.com/aljarida/article.aspx?id=155762