جلسات الملتقى تؤكد أهمية جمع وتوثيق المأثورات الشعبية
جلسات الملتقى تؤكد أهمية جمع وتوثيق المأثورات الشعبية
بوابة الاهرام - بتاريخ 23/12/2014 - قسم ادب - صفحة - بقلم رحاب محسن
جلسات الملتقى تؤكد أهمية جمع وتوثيق المأثورات
الشعبية
كتبت:رحاب
محسن
الأسبوع الماضى افتُتح الملتقى الدولى للمأثورات الشعبية- دورة
“أسعد نديم”- تحت رعاية د. جابر عصفور وزير الثقافة, بالمسرح الصغير بدار الأوبرا
بعد غياب أربع سنوات. بدأت الفعاليات بكلمة د. أحمد مرسى مقرر الملتقى الذى قام
بشكر كل من د. جابر عصفور ود. محمد عفيفى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة على
استضافة المؤتمر, كما رحب بكل الزملاء المشاركين.
وثمن د. مرسى قرار لجنة الفنون الشعبية
والتراث الثقافى غير المادى بالمجلس الأعلى للثقافة بتكريم د. أسعد نديم, الذى كان عضوا بها
ومصمم القاعة الرئيسية بالمجلس,لإسهاماته فى الثقافة الشعبية، فـ”نديم” يكاد يكون المتخصص الأول والأوحد
فى الفلكلور التطبيقى وهو صاحب مدرسة علمية بهذا المجال. ومن أشهر
مؤلفاته “كشف إفريقيا” و”حرف تقليدية من القاهرة”،
ومن مشروعاته توثيق وتنمية منطقة بيت السحيمى وحارة الدرب الأصفر وهو ما
سُمى بعد ذلك بالقاهرة التاريخية، وشهد له كل من عمل معه
أنه لا يقبل فى العمل غير الكمال،
وكانت آخر مشروعاته هو بناء قاعدة بياناتللمأثورات الشعبية. وأنهى مرسى كلمته
متمنيا أن يتحقق حلم الجميع بالاهتمام بالأرشيف
القومى لمأثوراتنا الشعبية, وبالثقافة الشعبية, ليعلو شأن الإنسان وتتأكد إنسانيته”.
أما كلمة الوفود المشاركة، فقد ألقتها وزيرة الثقافة المغربية السابقة نجيمة
طايطاى وقامت بدورها بشكر كل القائمين على الملتقى لإتاحة الفرصة
للباحثين لتوحيد الرؤى وتبادل الخبرات فى مجال التراث الشعبي.
وعبر الدكتور محمد عفيفى الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة عن سعادته
بالملتقى,وبعودة مصر لدورها
الرائد ولم شمل الضيوف من المشرق
والمغرب، وأيضاً موضوع الملتقى وهو المأثورات الشعبية المستوحاة من التاريخ
الشعبي، مؤكداً أهمية المشاركة الدولية فى المعرض حيث يضم باحثين من 20
دولة فى العالم. ثم جاءت كلمة د. جابر عصفور
الذى عبر فيها عن سعادته بعنوان الملتقى «المأثورات الشعبية»، «فالأثر الشعبى هو
الأساس والقاعدة التى يقوم عليها أى بلد متقدم..
وفى مصر ينبغى أن نتطلع إلى منظومة التنوع الثقافى
الخلاق، فثقافة التنوع قد أودت بحياة بعض البلاد.. ولكن إذا
طبقنا ثقافة التنوع «الخلاق» على الوطن العربى فسوف نصبح مصدرا للسلام». وأهدى عصفور درع تكريم
لاسم الراحل د. أسعد نديم، تسلمته
عنه أسرته, ابنه أدهم نديم الذى ألقى كلمة مقتضبة قال
فيها: «نحن نملك عادة فرعونية
أصيلة: أن يتم تكريم الأموات،
ولكنى أتمنى من د. جابر عصفور أن يتم فى عهده تكريم
الذين على قيد الحياة».
وقدمت د.نوال المسيرى زوجة
الراحل أسعد نديم، فيلما تسجيليا سجلهالراحل عن النوبة، وذلك بمناسبة الذكرى
الخمسين لتهجير النوبة. واختُتم الافتتاح على أنغام فرقة توشكى للفنون الشعبية
التى قدمت الفلكلور النوبي.
وقد شمل الملتقى العديد من الجلسات منها جلسة الصناعات الثقافية
والتنمية المستدامة الذى ترأسها د. أحمد مرسى وشاركت فيها وزيرة
الثقافة المغربية السابقة نجيمة طايطاى التى أشارت إلى الدور الذى يمكن أن
تلعبه السياحة البيئية أو الثقافية فى تحسين الأوضاع
المادية لحاملى كنوز التراث غير المادي، كما سردت تجربتها فى محاولة
إدخال الموروث الشعبى وجعله وسيلة للتربية والتعليم فى الجامعات
عام 2002 أثناء توليها منصب وزير الثقافة. وقام أدهم نديم بعرض
تجربة والده فى التعامل مع التراثالثقافى المادى وغير المادى من خلال مشروعات
حقيقية كانت لها إسهامات تنموية خلقت
آلافا من فرص العمل. ثم تحدث د. عبد الحميد حواس عن
أهمية الحرف التقليدية من وجهة نظر المهتمين بها وتعليلهم
لأهميتها لأسباب دراسية أو اقتصادية، وأكد أن هذه الدواعى مهمة ولكن
الداعى الأكبر يظل مفقودا: وهو الانتباه إلى تعرض«الطاقة الإبداعية» لدى منتجى الثقافة
الشعبية أنفسهم إلى عمليات إنضاب وتجريف
تعمل على تآكلها.
وذكر د. فاروق مصطفى أن أبرز اهتمامات
المأثورات الشعبية هى جمع وتوثيق عناصر المأثورات وتعزيز تنوعها وإحداث
تنمية مستدامة بين الأجيال, وأن المأثورات الشعبية لها ميادينها المختلفة
سواء كانت ميادين معنوية ترتبط بالسلوك الإنساني, فضلا عن المنتج الذى
يعتمد على الابتكار والإبداع الشعبى والذى يتم توارثه بوسائل
شفهية. هذا بالإضافة إلى المنتج المادى كصناعة الفواخير والسجاد
اليدوى والأزياء الشعبية.
أما فى جلسة دور الصناعات الثقافية فى صون وتنمية
المأثورات الشعبية التى ترأستها نجيمة طايطاي، فقد أشارت دينا باخوم
إلى أن أهمية التراث الثقافى تتمثل فى القيمة الجمالية
والتاريخية والعلمية وأيضا الاجتماعية والروحية. وأكدت أن كلمة تراث آتية من«الإرث» أى أن التراث يورّث. كما أشارت ريم سعد إلى
ظروف إنتاج واستهلاك بعض الحرف التقليدية فى صعيد مصر،
مثل: صناعة الحدادة والفخار
والنسيج, وعلاقة ذلك ببعض ملامح
التركيبة الاجتماعية لجنوب الصعيد, فى ظل التغيرات فى أنماط الإنتاج
والاستهلاك التى يشهدها ريف الصعيد، وما نتج عن ذلك من عوامل أثرت
على إنتاج الحرف التقليدية وغيرت من طرق استهلاكها.
وفى جلسة الحرف التقليدية وأدوارها التنموية التى أدارها سليمان العقيل،
تحدثت إيمان مصطفى عن العروسة الشعبية المصرية والأدوار المتنوعة التى
لعبتها العروسة فى المشغولات الفنية الشعبية، وأكدت ضرورة إيجاد صيغ جديدة
تسهم فى إعادة إنتاج العروسة المصرية الشعبية سعياً
إلى بثها بين الناس لاستعادة ملمح من ملامح الشخصية المصرية
والهوية المرتبطة بطبيعة هذا الشعب.
وذكر درويش الأسيوطى أن المثل
الشعبى من أهم المأثورات الشعبية الشفهية وأكثرهاالتصاقاً بالحياة اليومية, وذلك لتوافر مجموعة من
الخصائص التى جعلته أكثر قدرة على حمل
خبرات مجتمعه ونقلها عبر الزمان والمكان، كما أشار إلى الدور الذى لعبه المثل
الشعبى فى تنمية الحرف التقليدية
والحفاظ على تفردها متخذا من حرفة الزراعة نموذجاً. وأجمع المشاركون على هدف واحد
وهو الحفاظ على التراث الشعبى من الغزو الصينى
والأوروبى الذى انتشر فى كل الدول العربية، وأجمعوا على ضرورة إيجاد صيغة جديدة
تسهم فى الحفاظ على التراث الشعبي.
واختتمت فعاليات الملتقى فى السابع عشر من الشهر الحالى على أنغام فرقة
النيل للآلات الشعبية ببيت السحيمى تحت إشراف الأستاذ عبد الرحمن الشافعي.
http://tempuri.org/tempuri.html