خصصت الهيئة العامة
للكتاب العدد الأخير من مجلة الفنون الشعبية للأرشيف القومي للفولكلور وعرضت
لبعض الموضوعات التي قام الأرشيف بتوثيقها مثل الزي التقليدي والاحتفالات
والموسيقى الشعبية والرقص الشعبي والحواديت وبعض المأثورات من التاريخ الشفاهي.
وجاء هذا العدد
احتفالاً بمرور ثلاث سنوات على إنشاء الأرشيف الذي أسسه د. أسعد نديم والمرحوم
أ. صفوت كمال ود. أحمد مرسي ومجموعة من الأساتذة المتخصصين فى فروع المأثورات
الشعبية، فقد أسسوا الأرشيف القومي للفلكلور عام 2007 كهيئة علمية أكاديمية
تتولى مسئولية جمع المأثورات الشعبية وتوثيقها وتصنيفها وإتاحتها للدارسين
والمبدعين.
وموضوع المأثورات
الشعبية هو الثقافة التقليدية أساسًا، وتم تقسيم العمل على أربعة محاور؛ الأدب
الشعبي وينقسم إلى القص والأغاني والسير والأمثال والأساطير، والقسم الثاني
الثقافة المادية كالفنون والحرف والعمارة والأزياء وغيرها، والقسم الثالث
العادات والمعتقدات الشعبية والمعارف كالأعياد والاحتفالات وغيرها، والقسم
الرابع فنون الأداء من موسيقى ورقص وألعاب ودراما شعبية وغيرها.
ولتحقيق هذا الغرض تم
تدريب مجموعة من الجامعين وصل عددهم إلى 200 متدرب اجتاز الاختبارات النهائية
منهم 60 شخصا أعدهم الأرشيف ككوادر قادرة على جمع وتوثيق المأثورات بمفرداتها
المختلفة، وقام الأرشيف خلال تلك الفترة بعمل 2393 رحلة ميدانية أسفرت عن جمع
وتوثيق 2730 ساعة وتم اعتماد 2241 ساعة كمادة وثائقية، كذلك تم جمع عدد 745 ساعة
صوت تم اعتماد 572 منها، كذلك تم جمع أكثر من 130 ألف صورة فوتوغرافية لموضوعات
المأثورات المختلفة.
واحتفالا بالأرشيف
والقائمين عليه خصصت الهيئة المصرية العامة للكتاب العدد الأخير من مجلة الفنون
الشعبية عن الأرشيف القومي للفولكلور للوقوف على المنجز العلمي الذي قام به
أساتذة متخصصون لحفظ الذاكرة المصرية والجدير بالذكر أن فكرة إنشاء أرشيف قومى
للفنون الشعبية المصرية وفقا للمصطلح الذى كان شائعا فى خمسينات القرن الماضى،
وكذلك إنشاء معهد علمى متخصص يقوم على إعداد الكوادر العلمية المتخصصة فى الفنون
الشعبية (المأثورات الشعبية) لكى ينهض بمهام الجمع والتوثيق والتصنيف والدراسة
هو حلم الرواد: سهير القلماوى وعبد الحميد يونس، وعبد العزيز الأهوانى، وأحمد
رشدى صالح. وكانت البداية فى عام 1957 هى إنشاء مركز الفنون الشعبية ولجنة
الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وبإنشاء هذا
المركز نشطت حركة جمع المأثورات الشعبية وثوثيقها ومحاولة تصنيفها، لكن ظل الحلم
الأساسى وهو إنشاء الأرشيف الذى يقوم على توثيق الذاكرة الشعبية والحفاظ عليها
لم يتحقق بعد.
ومع بداية القرن
الحالى- الواحد والعشرين- أنشئت الجمعية المصرية للمأثورات الشعبية عام 2001م
كجمعية أهلية تضم المهمومين بالمأثورات الشعبية، ووضعت الجمعية هدفًا أساسيًا من
أهدافها- ولعله أول أهدافها- العمل على تحقيق الأرشيف/ الحلم.
واستطاعت بتكاتف الجهود
بالحصول على منحة من الصندوق العربى للإنماء الاقتصادى والاجتماعى، وموافقة
السيد وزير الثقافة على تخصيص جزء من بيت الخرزاتى والمجاور لبيت السحيمى
بالجمالية (القاهرة التاريخية) ليكون مقرًا لإنشاء الأرشيف القومى للمأثورات
الشعبية الذى تقدم مجلة الفنون الشعبية سجلا توثيقيا له ونماذج مما تم جمعه
وتوثيقه.
|